منذ لحظة مغادرة الحجاج أرض الوطن وحتى عودتهم، إلى أرض الوطن بسلام عملت الفرق المختصة في الإمارات بتفانٍ وجهد كبيرين لترجمة توجيهات القيادة الرشيدة، في توفير كل سبل الراحة لحجاج بيت الله الحرام، واستراتيجة الحكومة في التميز والجودة، وتطبيق أفضل المعايير واستخدام الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات لضيوف بيت الله الحرام الإماراتيين في موسم حج ناجح بامتياز.
وتجلى هذا الاهتمام البالغ في سلسلة من المبادرات النوعية، بدءًا من الاتصال المباشر من صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، للاطمئنان على أحوال الحجاج، مروراً بتوفير بنية تحتية متطورة وخدمات ذكية في المشاعر المقدسة، وصولاً إلى حملات صحية متكاملة وتسهيلات لوجستية غير مسبوقة في مطارات الدولة، كل ذلك بهدف ضمان تجربة حج مفعمة بالراحة والسكينة والأمان.
اتصال رئيس الدولة
يولي صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أهمية خاصة بحجاج دولة الإمارات، والحرص عليهم وتوفير سبل الراحة والسكينة لهم من أجل أداء مناسك الحج في سهولة ويسر.
وحرص سموه على الإطمئنان من رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف والزكاة رئيس مكتب شؤون حجاج دولة الإمارات الدكتور عمر حبتور الدرعي، على أوضاع حجاج الإمارات وأحوالهم خلال أدائهم مناسك الحج في الديار المقدسة، وهنّأهم سموّه بأدائهم فريضة الحج وبعيد الأضحى المبارك، وتوجه سموه إلى الله تعالى أن يعيده عليهم بالصحة والعافية.
ومن لحظة وصول حجاج الدولة إلى المشاعر المقدسة تم توفير كل سبل الراحة في كافة أماكن الشعائرة الدينية بدءاً من يوم التروية والوقوف بعرفات والمبيت بمزدلفة وقضاء أيام التشريق في منى، حتى ينعم الحاج الإماراتي برحلة إيمانية خالصة، بل إن الدولة تتحمل أعباء مادية إضافية دون الإشارة إليها حتى لا تثقل كاهل الحجاج، وتوفر خدمات استثنائية لضيوف الرحمن الإماراتيين كما يروي بعض الحجاج الإماراتيين الذين يثمنون أعمال الخير الكبيرة التي تقدمها القيادة الرشيدة سواء كانت عينية أو مادية.
على صعيد عرفات
أولت الدولة الاهتمام بحجاجها على صعيد عرفات الطاهر وقدمت مجموعة من الخدمات شملت بناء مسجد يتّسع لنحو 400 حاج، وتخصيص مصلّيات في مخيمات عرفة، تتضمن أجود أنظمة الصوت والصورة لنقل الخطبة وصلاة عرفة، وتجهيز المخيمات بأنظمة تكييف عالية الكفاءة، وتظليل جميع ممراتها وتشجيرها، مع إضافة مراوح حديثة مزودة بنظام الرذاذ لتخفيف ارتفاع درجات الحرارة وحماية الحجّاج من التعرض لضربات الشمس.
الذكاء الاصطناعي
قدمت الإمارات خدمات فائقة الجودة لحجاج الدولة على المستويات كافة لا سيما الخدمات الذكية، التي توفر الوقت والجهد، سواء بالنسبة للحجاج، أو الفرق القائمة على تلك الخدمات، بما يسهم في تقديم خدمات نوعية واستباقية لجميع حجاج الإمارات.
وتم اعتماد التسكين الذكي لحجاج الدولة في المشاعر المقدسة لهذا العام بما يعزز كفاءة الخدمات المقدمة من خلال تسريع عملية وصولهم إلى خيامهم بطريقة واضحة وسلسة، وتسهيل مهمة أصحاب الحملات في توزيع حجاجهم في المخيمات.
كما تم تركيب أنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي في مخيمات حجاج دولة الإمارات لقياس درجات الحرارة العامة، ومراقبة نظافة الممرات، والوقوف على آلية الدخول والخروج عبر البوابات.
«فازع»
كما قدمت الإمارات خدمة «فازع» للاستجابة الطارئة للبلاغات من قبل حجاج الدولة على مدار الساعة، وذلك بهدف إيجاد الحلول الفورية، وتسخير كافة الموارد لإسعاد الحجاج وتأمين سبل راحتهم وسلامتهم للخروج بموسم حج تسوده السكينة والرعاية والسلامة.
وعملت المنصة عبر تأمين خطوط ساخنة اعتباراً من وصول الحجاج إلى الأراضي المقدسة وحتى نهاية موسم الحج، وذلك بهدف ضمان راحة وسلامة جميع الحجاج.
حملة صحية متكاملة
أطلقت الإمارات حملة صحية متكاملة لمرافقة الحجاج داخل مطارات الدولة وشملت مطار دبي الدولي، ومطار الشارقة الدولي، ومطار زايد الدولي، حيث تم تخصيص فرق طبية وتثقيفية في صالات المغادرة لتقديم الدعم الطبي والفحوصات المجانية والإرشادات الوقائية والتأكد من تلقي الحجاج التطعيمات اللازمة لحمايتهم من عدوى الأمراض، وتقديم الفحوصات الطبية المجانية بما يشمل قياس ضغط الدم ومستويات السكر، خاصة للمصابين بالأمراض المزمنة وكبار السن والحوامل، بالإضافة إلى توفير الإرشادات الطبية لتجنب الإنهاك الحراري والإجهاد البدني أثناء التنقل، ودعم الفرق الطبية المرافقة لحملات الحج بالأدوية والاستشارات الطبية، وتوزيع الكتيبات الإرشادية التوعوية وبث مقاطع فيديو توجيهية عبر المنصات الرقمية.
مطارات الدولة
مابين توديع ضيوف الرحمن والاطمئنان الكامل على صحتهم ومغادرتهم أرض الدولة، واستقبالهم بالورود أثناء عودتهم إلى أرض الوطن رفعت مطارات الدولة جاهزيتها للدرجه القصوى وقدمت العديد من المبادرات للحجاج أثناء مغادرتهم للدولة وعودتهم بسلام، فقد اتخذت مطارات دبي كافة الإجراءات اللازمة لتسهيل رحلة حجاج بيت الله الحرام والحفاظ على مستوى الخدمات رفيعة المستوى المقدمة لهم، إذ تم توفير كاونترات تسجيل الوصول والمغادرة مخصصة للحجاج لتسريع إتمام إجراءات سفرهم وكذلك عند البوابات الأمنية وبوابات المغادرة المخصصة لهم.
كما وفرت شركة "مطارات أبوظبي" في مطار أبوظبي الدولي كافة الإجراءات اللازمة لضمان تجربة سفر سلسة لجميع الحجاج المسافرين إلى المملكة العربية السعودية من أجل أداء مناسك الحج.
وأطلق مطار أبوظبي الدولي في هذا الإطار حزمة من المبادرات لتسهيل السفر على حجاج بيت الله الحرام، ووضع خطة متكاملة بالتعاون مع شركائه الاستراتيجيين والجهات العاملة في المطار.
تقييم أداء الحملات
ومن أجل استطلاع رأي حجاج الإمارات في الخدمات المقدمة لهم فعّل مكتب شؤون حجاج دولة الإمارات منظومة «نبض الحجاج» الذكية، بهدف تمكينهم من تقييم الخدمات المقدمة لهم من قبل حملات الحج الإماراتية، والمشاركة في تصنيفها وفق نظام النجوم العالمي، وذلك في إطار الحرص على الارتقاء بجودة الخدمات.
وتهدف هذه الخطوة إلى تعزيز تطبيق أعلى معايير الجودة، ورفع كفاءة أداء الحملات، وترسيخ مبدأ الشفافية، بما يسهم في تحقيق أعلى مستويات رضا الحجاج، كما يعكس تفعيل المنظومة توجّه الدولة نحو توظيف الحلول الذكية لتحسين تجربة الحاج الإماراتي، بما يواكب رؤية الإمارات في التميز المؤسسي والخدمة المجتمعية، وتُعد المنظومة أداة تُمكّن الحاج من تقديم تقييم شامل لمختلف مراحل الرحلة.